مقدمة:
إن معرفة خطوات صنع القرار الصحيح أمراً ضرورياً لكل من يريد النجاح في حياته. حيث يواجه الكثير من الأفراد مسائل صعبة بحاجة إلى اتخاذ قرار طوال حياتهم الشخصية والعملية. واتخاذ القرار الصحيح يعد مهارة على كل من الأفراد والمدراء والقادة تنميتها وصقلها من أجل تحقيق النجاح في أعمالهم. إن اتخاذ القرار الصحيح يأتي بعد تخطيط وتنظيم ومراقبة وليس بمحض الصدفة. ويواجه صانعوا القرارات ضغوطا وتحديات تجعلهم يتخذون القرارات الخاطئة ومن أجل ذلك لابد من معرفة وإتقان خطوات صنع القرار لتحقيق النجاح في أي قرار نتخذه. في هذا المقال سيتم التطرق إلى معرفة مفهوم القرار وأنواع القرارات ومعرفة خطوات صنع القرار العلمية من أجل إتقان مهارة اتخاذ القرار.
مفهوم صنع القرار:
صنع القرار هو عملية اختيار بديل من بين عدة بدائل متاحة من أجل تحقيق هدف معين. وصنع القرار يكون مبني على خطوات علمية سنذكرها تالياً. وصنع القرار هو أمراً مهماً في حياة الكثيرين من الناس نظراً لتكرار حدوثه في مراحل الحياة.
العوامل المؤثرة على صنع القرار:
عندما نتحدث عن صنع القرار، فإنه يعتبر عملية معقدة تتأثر بعوامل متعددة تلعب دوراً في اتخاذ القرار النهائي. ويتأثر صنع القرار بعوامل عدة منها ما يلي:
1- توفر المعلومات: يتأثر صنع القرار بكمية وجمع المعلومات المتعلقة باتخاذ القرار. ففي حال وجود معلومات كافية وذات جودة عالية فهذا يساعدنا على اتخاذ القرار الناجح والعكس كذلك.
2- الخبرة والتجربة: التجارب السابقة والخبرات على مدار السنين تؤثر بشكل كبير على عملية صنع القرار. إذا كان صاحب القرار صاحب خبرة واسعة ومتمرسا في عملية اتخاذ القرار زاد ذلك من قدرته على اتخاذ القرار الصحيح.
3- الوقت المتاح: في بعض الأحيان يجب علينا اتخاذ القرار بشكل عاجل مما يؤثر على كيفية اتخاذ القرار المناسب نظراً لضيق الوقت. لأن بعض القرارات بحاجة إلى معلومات وهذه المعلومات قد تحتاج إلى وقت من أجل توفيرها.
4- البيئة الخارجية: الظروف الاقتصادية والسياسية وكذلك الاجتماعية تؤثر بشكل مباشر على صنع القرار المناسب.
5- المخاطر المحتملة: اختيار قرار وترك الأخر قد يسبب مخاطر وعواقب في المستقبل. فلذلك يتأثر صانع القرار في اتخاذ القرار المناسب والذي يكون أقل خطورة.
6- التنبؤ بالمستقبل: قدرة صانع القرار على التنبؤ بنتائج القرار المتخذ تؤثر بشكل مباشر على اتخاذ القرار الصائب.
خطوات صنع القرار:
صنع القرار هو عملية مهمة تتطلب التفكير الدقيق والتحليل الجيد للخيارات المتاحة قبل اتخاذ القرار النهائي. وتتكون هذه العملية من عدة خطوات مهمة لضمان أن القرار المتخذ سيكون الأكثر فعالية وفاعلية. فيما يلي خطوات صنع القرار:
1- تحديد المشكلة: أولاً، يجب أن يتم تحديد المشكلة التي يجب حلها أو القرار الذي يجب اتخاذه بدقة ووضوح. يجب أن يفهم المتخذ للقرار أهدافه وما يود تحقيقه من القرار من أجل ضمان أن يكون القرار النهائي متناسبًا مع هذه الأهداف.
2- جمع المعلومات: ثانيًا، بعد تحديد المشكلة، يجب على المتخذ للقرار جمع المعلومات الضرورية لفهم الوضع بشكل أفضل وتقييم الخيارات المتاحة. ينبغي البحث عن البيانات والحقائق المتعلقة بالموضوع والتحقق من مصداقية هذه المعلومات من أجل المساعدة في اتخاذ القرار الصائب.
3- تحديد البدائل: ثالثًا، بعد جمع المعلومات، يجب أن يتم جمع وتقييم البدائل المتاحة بعناية. ينبغي التفكير جيداً في مزايا وعيوب كل خيار بديل وتحليل الآثار المحتملة لكل منها عند اختياره.
4- اختيار البديل الأفضل: رابعاً، يجب على المتخذ للقرار اتخاذ الخطوة النهائية وهي اختيار البديل الأفضل وتنفيذ القرار المتخذ. ويتم اختيار البديل الأفضل بناءً على سرعة التنفيذ وقل التكلفة ومواءمة البديل مع أهداف اتخاذ هذا القرار.
5- تقييم فاعلية القرار: أخيراً يجب أن يتم متابعة النتائج وتقييم القرار المتخذ من أجل ضمان أن القرار الذي تم اتخاذه صائب وملائم للحالة أو الموقف. ويجب تقييم فاعلية القرار المتخذ وفي حال الفشل في صنع القرار المناسب يتم الرجوع إلى البديل الأخر.
باختصار، صنع القرار يتطلب تفكيرًا عميقًا ومنهجية واضحة من أجل ضمان اتخاذ القرار الأفضل. يجب أن يكون المتخذ للقرار على دراية كاملة بالموضوع والمعلومات المتاحة له قبل اتخاذ أي خطوة
عوائق صنع القرار:
عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات الصحيحة، هناك العديد من العوائق التي قد تواجه الفرد وتعيق قدرته على اتخاذ القرار الصحيح. إليك أهم هذه العوائق:
1- قلة المعلومات: من أكبر هذه العوائق هو نقص المعلومات أو عدم توفرها. ويؤدي ذلك إلى عدم الفهم الكامل للموقف أو الخيارات المتاحة. تحتاج القرارات الصحيحة إلى أساس قوي من المعرفة والفهم العميق للوضع من أجل اتخاذ القرار الصحيح الذي يخدم مصلحة الفرد والجماعة.
2- العاطفة: قد تكون العواطف والمشاعر هي عائق آخر يعوق القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة. فقد يكون لدينا تفاعلات عاطفية أو توجهات شخصية تؤثر على قراراتنا وتجعلنا نختار الخيارات التي قد تكون غير صحيحة. من المهم أن يتمتع الفرد بالقدرة على التحكم في عواطفه ومشاعره والتأكد من أن القرارات التي يتخذها تستند إلى منطق وعقلانية.
3- الضغوط الخارجية: سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، قد تلعب أيضًا دورًا في تعقيد عملية اتخاذ القرارات السليمة. قد يشعر الفرد بالضغط لاتخاذ قرار معين بسبب توقعات المجتمع أو الظروف المالية، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرته على اتخاذ القرار الذي يخدم أفضل مصلحته.
4- العامل الزمني: اتخاذ القرار بشكل عاجل قد يصبح عائقا من اتخاذ القرار الصحيح نظرا لعدم توفر الوقت الكافي من أجل التفكير العميق والدقيق عملية اتخاذ القرار.
5- الخوف وعدم الثقة: الخوف من اتخاذ قرار معين نظراً لعدم معرفة نتائجه قد يصبح عائقا أمام عملية صنع القرار. وكذلك عدم ثقة صانع القرار بقدراته وخبراته قد تؤدي إلى اتخاذ القرارات السلبية.
6- قلة الخبرات والمهارات: عدم كفاءة صانع القرار بسبب قلت الإمكانيات والقدرات يمكن أن تكون عائقا في كيفية صنع القرار الصائب. وأيضا عدم وجود خبرة كافية وتجارب سابقة سيصبح من الصعب اتخاذ القرار المناسب.
7- حجم المشكلة: كلما زاد تعقيد المشكلة أو الموقف زاد من صعوبة اتخاذ القرار الصحيح. إذا كان حجم المشكلة كبيرا يجعل من الصعب فهم العوامل التي أدت إلى حدوث هذه المشكلة مما قد يؤثر على اتخاذ القرار.
أنواع القرارات:
1- القرارات الإستراتيجية: هي القرارات التي تهتم بأهداف المنظمة ورؤيتها المستقبلية ورسالتها.
2- القرارات التكتيكية: هي القرارات التي تهتم بإدارات الأقسام على مستوى المتوسط للمنظمة.
3- القرارات التشغيلية: وهي القرارات التي تُتخذ على مستوى الإدارة الدنيا وتهتم بالعمليات اليومية للأفراد والمنظمة.
4- القرارات الإدارية: وهي القرارات التي تتعلق باللوائح والقوانين المتعلقة بالعمليات اليومية بالمنظمة والعاملين فيها.
5- القرارات الشخصية: هي القرارات التي تتعلق بالفرد نفسه والتي يتخذها في مراحل حياته.
6- القرارات المالية: هي القرارات المتعلقة بجميع الأمور المالية التي تخص المنظمة.
7- القرارات الروتينية: هي القرارات التي يتم اتخاذها بشكل يومي في المنظمة نتيجة سير العمل.
مفهوم المشاركة في صنع القرار:
مفهوم المشاركة في صنع القرار هو عملية تشجيع الأفراد على المشاركة في اتخاذ القرارات التي يتم اتخاذها في العمل. وتهدف عملية المشاركة في صنع القرار إلى تمكين الجميع من التعبير عن آرائهم وأفكارهم والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تساهم في تحسين الوضع الحالي للمنظمة وتحقيق التقدم والنمو. ويتم المشاركة في صنع القرار من خلال التصويت، والمشاركة في الحوارات والنقاشات، والمشاركة في الاجتماعات. ويجدر بالإشارة إلى أن التكنولوجيا الحديثة تعد وسيلة فعالة لتعزيز المشاركة في صنع القرار في وقتنا الراهن.
خاتمة:
في الختام، يمكن القول إن عملية صنع القرار تمثل جوهر نجاح المنظمة في عالم الأعمال، وهي تحدد بشكل كبير نجاح الفرد أو المنظمة في تحقيق أهدافهم. وتتضمن خطوات صنع القرار الفعّال التعرف على المشكلة، جمع المعلومات، تقييم الخيارات، اتخاذ القرار، ومن ثم تنفيذ وتقييم النتائج. تُمثل هذه الخطوات الإطار العملي الذي يضمن الوصول إلى قرارات مدروسة ومتوازنة، قادرة على التكيف مع المتغيرات والتحديات المختلفة. من خلال اتباع نهج منهجي ومنظم في صنع القرار، يمكن تحسين الكفاءة وتقليل المخاطر وزيادة فرص النجاح، مما يجعل اتخاذ القرار الصحيح ضرورة لا غنى عنها في الحياة الشخصية والمهنية.