مقدمة:
تعد معرفة الطريقة الصحيحة لاتخاذ القرار الصائب من أهم مهارات الفرد على المستوى الشخصي أو المدير أو القائد على مستوى المنظمة التي يكتسبها من خلال تجربته في مواجهة المواقف الصعبة والمشاكل التي تعترض طريقه لتحقيق الأهداف.
مهارة التفكير اتخاذ القرار الصائب مهاره ليس من السهل إتقانها بل على الفرد أو القائد أن يسعى ويجتهد بكل ما أوتي من قوة لاكتسابها ويتم الاجتهاد من خلال التعليم والعمل على تطوير هذه المهارة من خلال الدورات التدريبية وورش العمل الداعمة لهذه المهارة وأيضا يمكن تحقيق هذه المهارة من خلال التجربة العملية على أرض الواقع لأكثر من مرة.
وللإحاطة إن الفشل في اتخاذ القرار الصائب هو طريق لاكتساب في المهارة مستقبلا، وعند إتقان الفرد أو القائد لهذه المهارة فسوف يحقق نجاحات كبيره ومؤثرة على المستوى الشخصي والعملي وأثر هذا النجاح يؤدي أيضا لنجاح مرؤوسيه في العمل.
إن معرفة الطريقة الصحيحة لاتخاذ القرار الصائب من أصعب المهمات التي تنتظر القائد أو المدير في أي عمل يقوم به بل هي في بعض الأحيان بمثابة تحديد المصير للقائد أو المنظمة.
ما هو القرار؟
القرار هو عبارة عن عملية يتم فيها اختيار شيء من بين مجموعة من الأشياء البديلة.
من الأمثلة على علية اتخاذ القرارات هو اختيار تخصص من بين عدة تخصصات أخرى على المستوى الشخصي، وعلى مستوى المنظمة مثلاً افتتاح فرع للمنظمة في منطقة من بين عدة مناطق. واتخاذ القرار الصائب هو أن تعرف كيف تختار الخيار الأمثل من بين هذه البدائل المتاحة. واتخاذ القرار الصائب بعد مهاره من الصعب إتقانها بوقت قصير وبسرعة. اتخاذ القرار المناسب عبارة عن مهاره يتم تنميتها مع مرور الوقت من خلال التجارب والمواقف التي تواجه الأفراد والمنظمات.
هل اتخاذ القرار إجراء روتيني أم عملية منظمة؟
هل اتخاذ القرار خطوة عادية أم عملية محكمة؟ – لا شك أن اتخاذ القرار عبارة عن عملية إدارية منظمة يتخللها عدة خطوات متسلسلة تنتهي في اتخاذ القرار الصائب من أجل تحقيق هدف معين أو حل مشكلة. قد يكون بمحط الصدفة أن القرار الذي اتخذته بلا دراسة أن يكون صائبا ولكن ما كل مرة تسلم الجرة. والقادة أو الأفراد الذين يعاملون القرار على أنه إجراء روتيني بكل تأكيد سوف يفشل الوصول للهدف أو حل المشكلة التي اتُخذ القرار من أجلها. لأن اتخاذ القرار يحتاج إلى دراسة كاملة تبدأ بتحديد المشكلة ودراسة الحالة وجمع والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرار الصائب.
الطريقة الصحيحة لاتخاذ القرار الصائب:
الخطوة الأولى الدراسة:
دراسة حالة القرار هي بداية الطريق للعملية وتتكون من ثلاث مراحل متسلسلة:-
1- تحديد المشكلة: تحديد حجم المشكلة وتحديد أثرها على المنظمة أو الفرد وأسباب حدوثها وهل حدثت من قبل وكيفية حلها سابقاً.
2- جمع البدائل: إيجاد مجموعة من الحلول البديلة لحل المشكلة بحيث يمكن تطبيق هذه الحلول على الواقع . . . ولابد أن تساعد هذه الحلول على اتخاذ القرار الصحيح.
3- اختيار البديل المناسب: بعد دراسة وجمع المعلومات اللازمة لكل حل من البدائل المتاحة يتم اختيار البديل المناسب من جميع الزوايا.
الخطوة الثانية المشاورة:
نقصد بالمشاورة هنا الشورى وهي أن تقوم بإخبار من هم أصحاب الشأن و الذين لديهم خبرة كبيرة في اتخاذ القرار الصائب عن المشكلة أو الحالة من أجل أن يقومون بتنوريك وإفادتك في اتخاذ القرار. لاحظ أنه في كل دولة من دول العالم تجد مجلس يسمى بالشورى من أجل التشاور والاتفاق على حل معين. عليك أن تستشير ذوي الخبرة الذين سبق وأن واجهوا المشكلة وتمكنوا من حلها وأصحاب السلطة من أجل الموافقة على تطبيق الحل المناسب وكذلك دعمك في المسألة.
الخطوة الثالثة الإعداد للتنفيذ:
بعد إتمام مرحلة دراسة الحالة وجمع المعلومات اللازمة وكذلك الانتهاء من المشاورة واعتماد البديل يأتي دور التنفيذ وهو تطبيق الحل البديل على أرض الواقع وعدم التردد في التنفيذ من أجل حل المشكلة سريعاً.
الخطوة الرابعة التوضيح:
هو أن يقوم القائد أولاً بتوضيح ماهي المشكلة وتوضيح ماهي البدائل المناسبة. وكذلك توضيح سبب اختيار هذا البديل وتوضيح كيفية تطبيق هذا القرار. وأيضا توضيح المدة الزمنية وكذلك من هم الأفراد المسؤولين عن تنفيذ هذا القرار.
الخطوة الخامسة تقييم القرار:
في هذه الخطوة عليك قياس أداء الحل البديل للقرار المتخذ من أجل معرفة هل تم حل المشكلة أم لا.
إذا كان الجواب لا فلا بد معرفة السلبيات وحلها لتصحيح المسار قدر الإمكان.
وخطوة تقييم القرار هي عملية مهمة لمعرفة هل نجحنا في اتخاذ القرار الصائب أم الخاطئ.
أهمية معرفة الطريقة الصحيحة لاتخاذ القرار الصائب:
تجدر أهمية تعلم الطريقة الصحيحة لاتخاذ القرار الصائب في عدة أمور سواء كانت للفرد أم المنظمة منها ما يلي:
1- زيادة الكفاءة والإنتاجية: اتخاذ القرار الصائب يساهم في زيادة الإنتاجية وكفاءة الأداء في المنظمة.
2- تقليل المخاطر: لأن اتخاذ القرار المناسب قد يمنع من حدوث المشاكل بالمستقبل.
3- تحقيق الأهداف: القرارات الصحيحة تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف المنظمة ونموها واستدامتها.
4- الاستفادة من الفرص: في بعض الأحيان استغلال الفرص بشكل إيجابي يأتي من خلال اتخاذ القرارات الصائبة.
5- تطوير المهارات والقدرات: من خلال تجربة اتخاذ القرارات الصحيحة والخاطئة يتكون لدى الفرد تجربة وخبرة في هذا الشأن.
6- تحقيق الرضا الشخصي: اتخاذ القرارات الصائبة يعد إنجاز وبالتالي يزيد رضاك عن نفسك وعن أدائك.
خاتمة:
في نهاية المطاف، يعتمد نجاحنا وتقدمنا في الحياة بشكل كبير على القرارات التي نتخذها. فالقرارات الصائبة تقودنا نحو النجاح والسعادة، بينما القرارات الخاطئة قد تؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. لذا، يجب علينا أن نتعلم كيف نتخذ قراراتنا بحكمة وتمحص، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر والفرص المتاحة. لا تخاف من اتخاذ القرارات الصعبة، فهي غالبًا ما تكون الأكثر تأثيراً. وعملية اتخاذ القرار الصحيح تأتي بعد فشل في اتخاذ القرارات لأكثر من مرة. الإنسان لا يولد عالما بل يتعلم ويستفيد من أخطائه من أجل تطوير مهاراته وقدراته. استخدم تلك النصائح البسيطة لتحقيق نتائج أفضل في حياتك الشخصية والمهنية، وتذكر دائمًا أن النجاح يبدأ من قرار واحد صائب.